اقتصاد و تسير بترولي
طبيب صالح يرحب بك في منتدى الاقتصاد و التسير البترولي و يتمنى لك عضوية مميزة بيننا و نرجوا الا تحرمنا من ردودك على المواضيع



انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

اقتصاد و تسير بترولي
طبيب صالح يرحب بك في منتدى الاقتصاد و التسير البترولي و يتمنى لك عضوية مميزة بيننا و نرجوا الا تحرمنا من ردودك على المواضيع

اقتصاد و تسير بترولي
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

النفط العربي

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

النفط العربي Empty النفط العربي

مُساهمة من طرف طبيب صالح الأحد يناير 23, 2011 12:42 am

النفط العربي
في الإستراتيجية الأمريكية


1-واقع النفط في الوطن العربي:
1-أ: مدخل:

يعود تاريخ بدء التنقيب عن النفط في الوطن العربي إلى نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، وقد حفر أول بئر بهدف التنقيب عن النفط عام 1896م في حقل جمصة في مصر، وتحقق أول اكتشاف للنفط عام 1907م في نفس الحقل، وعام 1909 م في العراق، لكن الاكتشافات الضخمة لم تتحقق إلا بعد ذلك بنحو عقدين، حيث تم اكتشاف حقل كركوك في العراق عام 1927م، تبعته الاكتشافات الرئيسية في الكويت والسعودية ثم الإمارات العربية المتحدة في المشرق العربي، ولم يكتشف النفط بكميات كبيرة في أقطار شمال إفريقية إلا في الخمسينيات من القرن الماضي.

1-ب: الطاقة الإنتاجية للنفط العربي:
قدرت الطاقة الإنتاجية للنفط في الوطن العربي في العام 2001 بحوالي 26.4 مليون برميل يومياً (شاملة المكثفات) وقد بلغ معدل استغلال هذه الطاقة حوالي 84% خلال العام المذكور، ومن المتوقع أن يحافظ هذا المعدل على مستواه العالي حتى عام 2006م.
وقدرت مصادر أخرى أن ترتفع طاقات إنتاج النفط العربية في العام 2020م إلى 30.6 مليون برميل يومياً.
ومن المتوقع أن تقوم الدول العربية المنتجة للنفط بتأمين حوالي نصف كمية الطلب الإضافي على النفط والمكثفات خلال فترة الخمس سنوات القادمة، وتمشياً مع هذه التوقعات تسعى الدول العربية المصدرة للنفط إلى زيادة طاقاتها الإنتاجية للمحافظة على حصصها في الأسواق، واستقرار أسعار النفط، وبقائه المصدر الرئيسي للطاقة في المدى المنظور.
ولقد بدأت الدول العربية بالفعل، وخاصة الغنية منها بالاحتياطات النفطية، في توسعة طاقاتها الإنتاجية. حيث من المتوقع أن ترفع هذه الدول طاقتها الإنتاجية بأكثر من 12% خلال الفترة 2002-2006م، وبما يعادل طاقة إضافية قدرها 3.1 مليون برميل.

1-ج: احتياطات النفط في الوطن العربي:
تجمع المصادر على أن الاحتياطيات المؤكدة من النفط في العالم نهاية عام 2001م قد تجاوزت 1064 مليار برميل، حصة الوطن العربي منها نحو 651 مليار برميل، (الجدول رقم "1").






جدول رقم (1) الاحتياطيات المؤكدة من النفط في الوطن العربي مقارنة بالعالم
مليار برميل ؟ من العالم

الأقطار الأعضاء في أوابك 640.10 60.1
دول عربية أخرى 10.66 1.0
إجمالي دول أوبك 849.59 79.8
دول أوبك غير العربية 216.78 20.4
أمريكا الشمالية 53.85 5.1
كومنولث الدول المستقلة 57.00 5.3
دول أخرى 85.93 8.1
مجموع العالم 1064.3 100؟
المصدر: أوراق عمل مؤتمر الطاقة العربي السابع- القاهرة 2002م.

وتعادل هذه الكمية أكثر من 60% من الاحتياطي العالمي، أما نصيب أمريكا الشمالية من الاحتياطي العالمي فلا يتجاوز 5.1%.
وتتركز معظم الاحتياطيات المكتشفة من النفط في الوطن العربي في خمسة أقاليم رئيسية منتجة هي:
أ-منطقة الخليج العربي، حيث تضم 74.5% من إجمالي الاحتياطيات المكتشفة والقابلة للاستخراج... ويعد هذا الإقليم من أكبر الأقاليم النفطية في العالم، حيث يزيد إجمالي الاحتياطيات المكتشفة والقابلة للاستخراج عن 698 مليار برميل تتوزع بين السعودية والكويت والإمارات وقطر والبحرين وجنوب العراق.
ب-إقليم ما بين النهرين: في سورية والعراق، حيث يضم حوالي 10% من إجمالي الاحتياطيات المكتشفة والقابلة للاستخراج.
ج-حوض سرت في ليبيا: ويضم حوالي 5.4% من تلك الاحتياطيات.
د-حوض الصحراء الكبرى: والذي يمتد في الجزائر وجنوب تونس وغرب ليبيا، ويضم نحو 2.9% من تلك الاحتياطيات.
هـ-حوض العريش في مصر: ويضم حوالي 1.3% من الاحتياطيات.
1-د: الخليج:
بلغ إنتاج دول منطقة الخليج بما فيها إيران والسعودية والعراق من النفط في العام 2001 ما نسبته 28% من إجمالي الإنتاج العالمي، وتحتفظ المنطقة بنحو ثلثي احتياطات العالم من النفط الخام، حيث تملك ما يقدر بحوالي 679 مليار برميل من احتياطيات النفط الخام، أي ما يمثل 66% من إجمالي الاحتياطيات العالمية. وفي مطلع عام 2002 بلغت إنتاجية دول المنطقة 22.7 مليون برميل في اليوم، ويمثل هذا الرقم 27% من إجمالي الإنتاج العالمي.. وحسب دراسات وكالة الطاقة الدولية فإن منطقة الخليج تملك نحو 91% من إجمالي فائض الإنتاج العالمي، والذي كان قد ارتفع من 4.4 مليون برميل يومياً في مطلع عام 2001م ليصل إلى ما يتراوح بين 7.3 و 7.8 مليون برميل في مطلع العام 2002م.
وقد أظهرت التقديرات أن صادرات المنطقة من النفط بلغت 16.8 مليون برميل يومياً في العام 2001م، حيث تأتي المملكة العربية السعودية في المقدمة وبنسبة 44% تليها إيران بنسبة 15%، وتبلغ صادرات السعودية 7.4 مليون برميل يومياً، والإمارات 2.1 مليون برميل، والعراق مليوني برميل، وتتوقع إدارة معلومات الطاقة الدولية أن يرتفع إنتاج منطقة الخليج من النفط الخام من 23 مليون برميل في العام 2002 م ليصل إلى 30.4 مليون برميل يومياً بحلول العام 2010م، وليصل في العام 2020م إلى 44.5 مليون برميل يومياً، لترتفع بذلك حصة المنطقة من إجمالي الناتج العالمي إلى 36% عام 2020م.
1-و: العراق:
يملك العراق ثاني أكبر احتياطيات النفط في العالم بعد المملكة العربية السعودية، حيث تتراوح احتياطياته النفطية بين 112-120 مليار برميل، أي ما يعادل بين 11 و 12% من مجمل الاحتياطيات العالمية، أما احتياطي دولة الإمارات فيصل إلى 97.8 مليار برميل، والكويت إلى 95.5 مليار برميل، ويرى خبراء أن العراق لو استطاع التنقيب عن النفط لأصبح يملك مثلي احتياطاته الحالية، فقد توقفت أعمال التنقيب بدءاً من العام 1980 بسبب الحروب التي خاضتها العراق مع إيران، ثم مع الكويت واللتين استمرتا نحو عشرة أعوام، ولم يستطع العراق استئناف التنقيب بعد هاتين الحربين بسبب الحصار الدولي والمقاطعة. وكان العراق ينتج قبل الحرب ما يتراوح بين 1.5-2.3 مليون برميل يومياً، لكنها هبطت عام 2001 إلى حوالي 1.1 مليون برميل يومياً، كذلك الإنتاج هبط من 3.5 مليون برميل يومياً إلى 2.3 مليون برميل، بسبب الحصار أيضاً.
وتراوحت عوائد الصادرات النفطية العراقية بين 10.685 مليار دولار عام 1985م إلى حوالي 20.8 مليار دولار في العام 2000م، وكانت قد شهدت أدنى مستوى لها في الأعوام من 1991م وحتى عام 1996م، حيث تراوحت بين 365 مليون دولار في عامي 1993م و 1994م، و 680 مليون دولار عام 1996م.
وقد لعبت مذكرة التفاهم بين العراق والأمم المتحدة الدور الحاسم في تقدير حجم الإنتاج والعوائد التي يحصل عليها العراق نتيجة لصادراته النفطية، وكانت مذكرة التفاهم قد أقرت وبدأ مفعولها في كانون الأول 1996م.


2-النفط العربي في الصراع العالمي:
2-1: مدخل:
كان نابليون يقول: "فتش عن المرأة" وهو لو عاش اليوم لربما قال: "فتش عن النفط". فالنفط هو السبب الأهم للحرب الأمريكية/ البريطانية على العراق، وإصرار إدارة بوش على نفي العلاقة يؤكدها... الناطق باسم البيت الأبيض (أري فلايشر) الذي زعم أن "الاهتمام الوحيد للولايات المتحدة في المنطقة هو تعزيز السلام والاستقرار، وليس قدرة العراق على إنتاج النفط"... وهذا غير صحيح بالتأكيد.
إن الأحداث التي تدور مسرعة في المنطقة وبسرعة مذهلة تؤكد أن ثمة برنامجاً سياسياً لدى اليمين الجديد في الإدارة الأمريكية يريد تنفيذه، وقد بدأ هذا المسلسل في العراق، لكن أحداً لا يعرف أين يمكن أن ينتهي: وكيف؟.. لكن الواضح أن هناك تغييرات ما زالت قيد الحدوث، وستترك آثاراً ضخمة لا أحد يعلم من ستطال، وكيف ستكون، فالتغييرات تتسارع، واللاعب وحيد لا عقل له كما يعتقد البعض، استناداً إلى الرغبة التدميرية التي تحكم تصرفاته، وتجرده من إنسانيته، وهو يفرض حصاراً هنا، ويقتل هناك، ويهدد بعصاه الغليظة بحنكة وذكاء ودهاء، له هدف محدد هو السيطرة.. أو بالأحرى إحكام السيطرة على العالم، وتأديب المارقين على سياسته.. ومع هذا اللاعب الوحيد شريك لا يقل عنه عنفاً وحرصاً على القتل اليومي لشعب فرض عليه الدمار والعذاب والتشريد.. هو الشعب الفلسطيني، إضافة إلى تابع هنا أو هناك خوفاً، أو طمعاً أو اقتناعاً!!.. واللاعب الرئيسي هو حاكم البيت الأبيض وإدارته الذين يريدون اليوم كما في عهد الرئاسة السابقة وما قبلها، أن يكون القرن الحادي والعشرين أمريكياً، وأن يصبح العالم تحت الهيمنة الأمريكية، يأمر الكابوي فيطيع القطيع، حيث اختزل هذا الكابوي الأمريكي قضايا المنطقة العربية بثلاثة أمور هي:
أ- النفط وتأمين منابعه وخطوط نقله وإمداداته.
ب-ضمان أمن الشريك والحليف (إسرائيل) وتفوقها من خلال تسويات تتم حسب المفهوم الأمريكي الإسرائيلي.
ج- إقامة نظم عربية بديلة للنظم التي تقاوم مخططاتها، وضمان أمن الدول العربية التي تصفها واشنطن بالمعتدلة.
وكل ما يقال عدا ذلك عن مصالح الشعوب، وحريتها، ونشر الديمقراطية في دولها، وحقوق الإنسان فيها، يفتقر إلى دليل حقيقي تظهره الممارسات اليومية للإدارة الأمريكية، وتؤكده خططها الاستراتيجية للمنطقة والعالم، بعد أن طغى على العقلية الأمريكية هاجس بأنها القوة السياسية والعسكرية الوحيدة في العالم... وشرعت بتصفية حساباتها كما بدأت العمل على تنفيذ خطط فرض هيمنتها... وبدأت تتبلور العناوين المرشدة لسياساتها وعنوانها الرئيسي هو: "من ليس معنا فهو ضدنا".. وقد تجمعت وبمحض (المصادفة) كل القوى التي ترفض أن تنقاد لأمريكا في المناطق الغنية بالنفط في العالم، من أفغانستان المتاخمة لبحر قزوين وإيران، إلى العراق، إلى ليبيا وغيرها، وهؤلاء الذين ليسوا مع أمريكا يمكن أن يهددوا مصادر الطاقة... وبعض أنواع التهديد يمكن أن يكون وضع سعر عادل للنفط رغم أنه حتى نهاية عام 2002م كان أقل من خمسة دولارات بأسعار عام 1973م.. وقد سهلت أحداث 11 أيلول /سبتمبر إلصاق تهم الإرهاب، وامتلاك أسلحة دمار تهدد الجيران بهذه الدول، فصارت (دولاً مارقة) وشكلت (محوراً للشر)... وهكذا يمكن تحديد عناوين فرعية للسياسة الأمريكية تندرج تحت العنوان الرئيسي أعلاه وهذه العناوين في:
أ- تطويع الدول (المارقة).
ب- الإعلان أن الحرب لا تزال في بدايتها.
ج- الدفاع عن مصالح الولايات المتحدة... ومنها بالطبع مصلحة الحصول على نفط رخيص، ومنع أي تهديد باستخدامه في أي صراع تخوضه الأمة العربية.. وربما أكد أهمية هذا العنوان بعض ما تمَّ الحديث عنه خلال الأشهر القليلة الماضية من ضرورة استخدام النفط العربي وتوظيفه لخدمة مصالح الأمة العربية، ولدعم انتفاضة الشعب الفلسطيني الباسل، لذلك تجد الإدارة الأمريكية أنه لا بد من وضع حد لمثل هذا التفكير بالسيطرة على النفط في منابعه وإمداداته ومصباته.
د- ضمان أمن الشريك والحليف الاستراتيجي (إسرائيل).
هـ-وضع خريطة جديدة للمنطقة جغرافياً، وسياسياً، تترجم الأهداف الإسرائيلية في تهجير الفلسطينيين والهيمنة الاقتصادية على المنطقة، وخدمة المصالح الأمريكية.
ولا يخجل بعض رعاة ودعاة الفكر اليميني الأمريكي من الإعلان صراحة عن بعض هذه العناوين.. حيث يقول (جيمس ويلسي) المدير الأسبق لوكالة المخابرات الأمريكية في محاضرة له ألقاها في جامعة أكسفورد البريطانية بعنوان (الحرب على الإرهاب):
"يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تعمل لإزالة الأنظمة العربية الحالية"، و "إن الولايات المتحدة عازمة على تكرار تجربة أوروبا الشرقية في منطقة الشرق الأوسط".
أما قادة الشريك /الحليف الكيان الصهيوني فهم أكثر صراحة، فقد كانوا دائماً يستعجلون الولايات المتحدة لشن حرب على العراق وفرض خريطة جديدة في المنطقة.. فقد قال (موشيه يعلون) رئيس الأركان الإسرائيلي قبل الحرب بفترة قصيرة:
"تكمن فرصة إزاحة العراق من الخارطة كبلد كونه يمثل خطراً حقيقياً على (إسرائيل) فضلاً عن ذلك فإن هذا سيكون كفيلاً بإضعاف كل من سورية وإيران وحزب الله"..
أما فيما يتعلق بالمصالح الاقتصادية كعنوان آخر مرشد للسياسة الأمريكية فإن النفط يأتي من مكانة القلب من هذه المصالح، وقد شكلت الحملة الأمريكية على أفغانستان بداية تغييرات على درجة كبيرة من الأهمية والخطورة، بالنسبة إلى النظام النفطي القائم في العالم، فالوجود الأمريكي عند بطن جمهورية روسيا الاتحادية وفي أراضي جمهوريات آسيا الوسطى، سوف يؤدي لتدعيم الهيمنة الأمريكية على مسارات نقل النفط والغاز من مناطق القوقاز، وبحر قزوين، وسيؤثر ذلك مستقبلاً على نظام تسعير النفط والغاز، وعلى فاعلية منظمة أوبك في توجيه الإنتاج خفضاً أو ارتفاعاً، هذا إذا لم يتم تهميش المنظمة بشكل فعلي، خاصة وأن الولايات المتحدة بحاجة متزايدة إلى النفط، حيث زادت الكميات المستهلكة من 4 مليون و 286 ألف برميل يومياً عام 1985م وهو ما يعادل حوالي 27.3% من الكميات المستهلكة إلى 10.05 مليون برميل يومياً عام 2000 وهو ما يعادل 51.6 من الاستهلاك الأمريكي... وهذا ما رفع فاتورة الواردات النفطية الأمريكية إلى ما بين 80-100 مليار دولار سنوياً، وإذ يتوقع أن يرتفع استهلاكها بحلول عام 2020م إلى حوالي 26 مليون برميل يومياً بينما لن يتجاوز إنتاجها 9 ملايين برميل فإنها ستعتمد كثيراً على الاستيراد وبنسبة ترتفع إلى 65% تقريباً. مما يعني ضرورة التفكير بالنفط... وأن يكون هذا النفط رخيصاً. وذلك لا يتم إلا بالسيطرة على الأسعار مباشرة أو غير مباشرة.

2-2: السياسة النفطية الأمريكية:
تدرك واشنطن أن طاقة النفط هي الأرخص، وأن إنتاج طاقة بديلة ما زال في إطار البحث، لكنه لن يتقدم إلا إذا تضاءل الاحتياطي النفطي في العالم، وارتفعت الأسعار بما يتناسب مع كلفة إنتاج بديل للنفط، لذلك فمهما قيل عن الطاقات البديلة للنفط كالغاز واحتياطياته الهائلة في دول عديدة، أو الطاقة النووية، أو غيرها، سيبقى النفط ركيزة أساسية من ركائز النهوض الاقتصادي العالمي وتطوره ولا بديل عن النفط ولعقود طويلة كمصدر للطاقة، وكدعامة للاقتصاد.. وسيظل النفط الوقود الرئيسي في العالم إلى فترة متقدمة من القرن الحادي والعشرين، لما يتحلى به من خصائص اقتصادية وفنية ومرونة في تجارته.. وآفاق واسعة في تحسين وتطوير تقنياته بما يتلاءم مع متطلبات البيئة ومع توقع زيادة اعتماد العالم على المواد الهيدروكربونية من دول الشرق الأوسط أعضاء (أوبك)، وقياساً على ذلك فإن أي انتعاش اقتصادي في العالم سيكون مهدداً في حال شح إيرادات النفط، أو إنتاجه، وهذا ما أشارت إليه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية عند مطالبتها (أوبك) في حزيران 2002م بضرورة زيادة إنتاجها من النفط بمقدار مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من السنة... وحذرت بأن عدم استجابتها لذلك سيحبط الانتعاش المنتظر في اقتصاديات الولايات المتحدة والعالم... وكما سبقت الإشارة فإن الولايات المتحدة تعتمد في توفير احتياجاتها من الطاقة النفطية على الاستيراد، حيث وصلت نسبة الاستيراد إلى الإنتاج عام 2000 إلى نحو 52% من حوالي 27.3% عام 1985م، وستظل إلى ما بين 63-65% عام 2020م. ولهذا أطلقت السياسة المعتمدة حالياً في المجال النفطي في عهد إدارة (جورج بوش) بعد أحداث أيلول 2001م التي حمَّلت فيها واشنطن العرب والمسلمين مسؤولية هذه الهجمات، وذهب الجناح المتشدد في الإدارة الأمريكية إلى القول: إن النفط العربي هو المسؤول من خلال تمويل ما أسماه العمليات الإرهابية سواء التي نفذت في نيويورك أو واشنطن، أو نصرة الفلسطينيين، وتمويل عملياتهم الاستشهادية، وهو سلاح يمكن استخدامه في المقاطعة، وفي الصراع العربي الإسرائيلي، وقد شدد الرئيس الأمريكي في سياساته المعلنة على ضمان تدفق النفط إلى بلاده، وإلا واجه الولايات المتحدة تهديد خطير لأمنها القومي... وهذا التهديد ناشئ كما ألح (بوش) في حينه عن حجم مستوردات الولايات المتحدة المتزايدة... فالأمريكيون لا يشكلون أكثر من 5% من عدد سكان العالم، لكنهم يستهلكون حوالي 25% من نفطه، وبلغ عام 2001م نحو 19 مليون و 600 ألف برميل يومياً، في حين أن الإنتاج الأمريكي في ذلك العام لم يتجاوز 7 ملايين و 700 ألف برميل يومياً، وبسبب هذا الواقع يضع الرئيس (بوش) نصب عينيه السيطرة على النفط، وأنابيبه، وضمان إمدادات ثابتة وبأسعار رخيصة، ضماناً للأمن الاقتصادي والعسكري الذي يبحث عنه.
وكان (بيل ريتشاردسون) الأمين العام لحلف الأطلسي، ووزير الطاقة الأمريكية السابق قد حدد بوضوح ركائز السياسة النفطية الأمريكية الحالية كما يلي:
1- معارضة أي خفضٍ في حجم الإنتاج النفطي بهدف رفع الأسعار؛ لأن ذلك –برأيه- يحمل خطراً كبيراً يؤدي لضغوط تضخيمه تبدأ وتطيل حالات الركود بالنسبة إلى الاقتصاد العالمي.
2- اعتماد الولايات المتحدة على الآخرين في مجال الطاقة ثابت وأكيد، فنصف ما تستهلك أمريكا من النفط مستورد، وأيضاً تستورد ربع ما تستهلكه من الغاز الطبيعي، وبالتالي على الإدارة الأمريكية إعادة (تدقيق) سياستها تجاه الشرق الأوسط، ومراجعة ضرورات وأولويات الأمن القومي للبلاد.
لكن ما يمكن استنتاجه من علاقة الولايات المتحدة بالدول والمناطق التي تأمل أن تتحول إليها كمناطق بديلة للنفط العربي أنها ملأى بالتعقيدات والأخطار، وبالتالي ستبقى سياسة واشنطن الرامية للبحث عن بدائل للنفط العربي سياسة غير واقعية وغير عقلانية، ستبقى واشنطن بحاجة إلى النفط العربي، بالتالي سيبقى النفط العربي ولعقود طويلة مقبلة، متربعاً على عرش النفط العالمي، وكل ما يقال عن خطط وبدائل للنفط العربي ما هو برأينا إلا تضليل وخداع الرأي العام لصرف نظره عن الهدف الحقيقي للحرب الأمريكية على العراق، وما يؤكد هذا ما قاله السيد (بول هورسينل) مدير أبحاث الطاقة في مجموعة (جي. بي. مورغان) المصرفية الاستثمارية الأمريكية، عندما قدم ورقة عمل هامة أمام مؤتمر: "الطاقة... عصر جديد ونظام حكومي ومؤسسي جديد" الذي انعقد في لندن في شباط 2002، برعاية المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية (شاتهام هاوس)، حيث أكدت هذه الورقة على ما يلي:
1- إن الحديث على احتمال أن يصبح نفط بحر قزوين وروسيا مصدراً رئيسياً ووحيداً للطاقة بالنسبة للولايات المتحدة، وأن يحل محل المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى الأعضاء في أوبك، هو كلام "هراء... وكلام فارغ".
2- ستظل المملكة العربية السعودية ومنطقة الخليج المصدر الرئيسي للنفط للولايات المتحدة خصوصاً، والغرب عموماً.
إن الولايات المتحدة ومنذ اكتشاف النفط في حقل (كركوك) العراقي عام 1927م، وما تبع ذلك من اكتشافات في الدول الخليجية الأخرى كالكويت والسعودية، وحتى عام 1973م وهي تحتكر النفط وصناعته، ولكن وبعد عام 1973م وعندما جرى ولأول مرة استخدام العرب لأحد أهم ثرواتهم كسلاح سياسي واقتصادي للدفاع عن قضاياهم، أدرك العالم أن النفط هو المحرك الرئيسي للاقتصاد الدولي واقتصاد الدول الصناعية، التي كانت و لا تزال تستفيد منه بشكل رئيسي لخدمة مصالحها أكثر من خدمة مصالح الدول التي تنتجه وتصدره... ومع مطلع القرن الحادي والعشرين وتزايد الحاجة الأمريكية للنفط، وما تأكد فعلياً من أنه لا بديل للنفط العربي، بدأت تعمل لفرض هيمنتها على مصادره، خاصة وأنه ذو مخزون ضخم، وسهل الاستخراج، ورخيص التكلفة... حيث تملك ست دول فقط، منها أربع دول عربية القدرة من حيث الاحتياطيات وفائض الإنتاج القابل للتصدير على الوفاء بالزيادات في احتياجات ومتطلبات الاستهلاك العالمي، وهي: السعودية، الإمارات، الكويت، العراق، أما الدولة الخامسة فهي إيران، وتأسيساً على ما سبق فإنه يمكن رؤية الحقيقة أن ذلك في صلب اهتمامات وأولويات الطاقم الأمريكي الحاكم ذي الخلفيات النفطية.
2-2: السياسة النفطية الأمريكية وعلاقتها بالمنطقة:
تدرك واشنطن أن طاقة النفط هي الأرخص والأسهل، وأن إنتاج طاقة بديلة ما زال في إطار البحث، لكنه لن يتقدم إلا إذا تضاءل الاحتياطي النفطي في العالم، وارتفعت أسعاره.
وقد بلغت واردات الولايات المتحدة الأمريكية من نفط الخليج 2 مليون و 700 ألف برميل يومياً في العام 2001م، مقارنة بنحو 2 مليون و 500 ألف برميل من العام 2000م، ويعادل هذا الرقم حوالي 25% من إجمالي واردات أمريكا من النفط و 14% من مستوى الطلب على النفط، ويمثل النفط السعودي 63% من الواردات الأمريكية من نفط الخليج، في حين تبلغ واردات أمريكا من العراق
25%، ومن الكويت 11% والباقي من قطر والإمارات العربية المتحدة.
لذلك سيبقى النفط ودائماً الهدف الرئيسي ليشكل نقطة التلاقي لكافة الخطط والسياسات والاستراتيجيات الأمريكية تجاه المنطقة، وهو ما يؤكده كتاب (حروب أمريكا ضد أوروبا) للمفكر الاستراتيجي الفرنسي (ألكسندر دي لوفال) حيث يقول: "إن الاستراتيجية الأمريكية بشأن العالم الإسلامي تتأسس بالسيطرة على الاحتياطي النفطي وأنابيب تجارته، وحماية طرق شحنه"، وفي هذا الإطار يمكن أن نضيف ركيزة أخرى لاستراتيجية الولايات المتحدة، النفطية في منطقة الخليج، ووجودها العسكري فيه، وهي مواجهة أية محاولات، ولا سيما من إيران بإغلاق مضيق هرمز عند مدخل الخليج العربي بين عُمان وإيران... أو تعريض شحن النفط في الخليج للخطر، وقد وصلت حركة المرور اليومية في مضيق هرمز عام 1998م إلى 15 مليون و 500 ألف برميل، أما في باب المندب عند مدخل البحر الأحمر بين اليمن وأريتريا وجيبوتي فقد بلغت في قناة السويس 3 ملايين ومئة ألف برميل يومياً... وهكذا فإن سياسة أمن النفط والقوى المحركة للطلب والعرض والتقييدات الجغرافية ستلعب دوراً هاماً في احتمال الصراع على النفط ومساراته ومواقعه... لذلك وحسب (جيمس أ. بول) فإن حرب الولايات المتحدة ضد العراق مفهومه فقط في ضوء ما تملكه من طاقات نفطية، أما ما يقال بشأن الإرهاب، وأسلحة الدمار الشامل، وامتلاكها من قبل صدام حسين فقد ثبت أنه لا وجود لها إلا في رؤوس قادة السياسة الأمريكية.... إنه الدخول المجاني للنفط العراقي، والسيطرة المطلقة على هذا النفط من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وشركاتها مع الشركات الحليفة في بريطانيا، وزيادة الحصص بالقدر الذي يكفي لمنح القوات الأمريكية القدرة على التحرك والمخاطرة لبناء الإمبراطورية العالمية. يؤكد: "إن أحداً لم يعد يصدق الأكذوبة الأمريكية... التي تقول بالدفاع عن حريات وحقوق الإنسان وما شابه... إن الأمر باختصار يتمحور أولاً حول: السيطرة على مصادر الطاقة بشكل خاص... كهدف له الأولوية...".
وقد كتب المحلل (أنطوني كارديسمان) في صحيفة (واشنطن تايمز) في عددها الأول من شهر آب 2002م: "إن أمريكا لن تشن حرباً على العراق بحجة وجود أسلحة دمار شامل، أو لمشاركته بعمليات إرهابية، بل كون العراق يملك 60% من فائض النفط في العالم"، وبالتالي فإن الحرب على العراق هي: "مخطط استراتيجي غريب"، إضافة إلى أن التخلص من نظام صدام حسين ستتبعه محاولات التخلص من أنظمة أخرى في المنطقة مثل إيران وسورية، وحمل (عصا التأديب) ضد الدول العربية وغير العربية التي تعلن العصيان على الإدارة الأمريكية، خاصة وأن الأهمية الاستراتيجية للشرق الأوسط وتاريخ الأزمة المتواصلة فيه يلزمان الولايات المتحدة أن تنظر له كعنصر حاسم في رسم الاستراتيجية الاقتصادية والعسكرية العالمية.

2-3: التواجد الأمريكي في المنطقة:
شكلت الحاجة لحماية الطريق البريطاني إلى مستعمراتها في شبه القارة الهندية قديماً الدافع الأساسي لسيطرة بريطانيا على منطقة الشرق الأوسط والبحر الأبيض المتوسط لتنافس بذلك فرنسا و روسيا، ثم أنشأت عدداً من المواقع الاستراتيجية من قبرص وحتى عدن التي تشرف على مضيق هرمز الاستراتيجي... وتحول الخليج فيما بعد إلى نوع من البحيرة البريطانية بعد ربطها بنظام دفاعي مع جنوب آسيا أقامه البريطانيون لحماية مستعمراتهم... وبعد استقلال الهند عام 1947م لم تعد حمايتها جزءاً من الاستراتيجية البريطانية، لكن الحاجة إلى حماية الوصول إلى الموارد النفطية في الخليج دفعت للحفاظ على القواعد العسكرية والحصون حتى عام 1971م... وقد عبر رئيس الوزراء البريطاني (إيدن) عن أن الوسيلة الوحيدة لضمان وصول الغرب إلى الموارد النفطية في الخليج هو وجود قوة عسكرية... ونرى اليوم أن أمريكا تشارك في هذا الاقتناع وتجعل منه نظرية حتمية، جعلت من الخليج بحيرة أمريكية، ومنذ الإعلان لأول مرة عن سياسة أمريكا الخارجية تجاه الشرق الأوسط في أعقاب الحرب العالمية الثانية، كانت منطقة الخليج تشكل دائماً أحد أعمدتها الرئيسية، وفي وقت لاحق، بعد انسحاب بريطانيا من المنطقة في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، أنشئت القيادة المركزية (سنتكوم) لتكون على وجه التحديد القوة العسكرية المسؤولة عن التصدي لأي هجوم سوفييتي جنوباً عبر إيران في اتجاه عبدان والكويت، وهو ما يفسر أيضاً وإلى حد كبير سياسة أمريكا بالسعي لاستخدام العراق وإيران لتحقيق توازن بين طموحاتها في ممارسة القوة والنفوذ على الدول العربية والأصغر على امتداد ساحل الخليج. ومن الواضح أيضاً أن كل أزمة خليجية كبيرة كانت تخلِّف وراءها المزيد والمزيد من القوات الأمريكية في قواعد حول المنطقة.
أما على صعيد تواجد الشركات النفطية الأمريكية فقد بدأ مع دخول شركات أخرى بريطانية وهولندية وفرنسية وتنافسها للحصول على امتيازات التنقيب، وتقاسم المناطق الغنية بالنفط، ولا سيما بعد اكتشاف حقول النفط الواسعة عام 1927م في كركوك، إذ تم ا لإعلان عن قيام اتحاد دولي للاستثمار اتخذ اسم (شركة نفط العراق) لتطوير واستثمار هذه الحقول... وفي عام 1932م أسست شركة (ستندارد أويل كاليفورنيا) لاستثمار النفط في البحرين، ونجحت في العام التالي في الحصول على اتفاقية مع الملك عبد العزيز آل سعود يعطيها الحق في التنقيب عن النفط في مناطق واسعة من المملكة العربية السعودية، لكن الشركات الأمريكية لم تحصل على الحصة الأهم إلا في عام 1938م حين تمكنت من اكتشاف حقول النفط الضخمة في الدمام.
وتعتبر فترة الحرب العراقية الإيرانية 1980-1987م بمثابة المرحلة الأهم لبداية النفوذ الأمريكي في منطقة الخليج من خلال إقامة بعض الخيوط مع العراق بعدما سقط نظام الشاه في إيران إضافة إلى علاقاتها السابقة مع دول الخليج... وعلى قاعدة عدو عدوي صديقي، ومخاوف من تصدير ثورة الخميني إلى خارج إيران، وأن النظام العراقي يمكن أن يحل محل إيران، ويلعب نفس الدور للحد من الخطر الشيوعي وإمكانية انتشاره في منطقة الخليج... على هذه الأرضية تولدت لدى الأمريكيين سياسة التأييد المطلق للعراق، وقد ذكر تقرير أعده فريق أمريكي في تشرين الأول عام 1983م، وبطلب من مجلس الأمن القومي الأمريكي التابع للبيت الأبيض، وحمل عنوان (سري للغاية)، ذكر أن المصالح الأمريكية شديدة الأهمية في منطقة الخليج وأنها ستضرر إذا ما هزم العراق في حربه مع إيران، لذا يتوجب اتخاذ الخطوات اللازمة للحيلولة دون حدوث ذلك، والتعاون معاً في القضايا الاستخباراتية. لكن بعد انتهاء هذه الحرب، بنحو عامين، غزا العراق الكويت، وتغيرت المواقف رغم أن كل المعطيات تشير إلى أن الغزو جاء بضوء أخضر أمريكي بشكلٍ غير مباشر، لإيجاد مبرر لأمريكا لتعزيز تواجدها في الخليج... وصار العراق عدواً لأمريكا... وبدأت هذه بممارسة سياسة متشددة تجاهه.
بالتالي شكلت حرب الخليج الثانية بدايات التواجد الفعلي للولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الخليج العربي كقوة عسكرية يمكن أن تشكل ضغطاً على دول المنطقة وجوارها... وطبقاً لمصادر الإدارة الأمريكية فإن 9 آلاف جندي أمريكي يرابطون بشكل دائم في دول الخليج العربي، كان معظمهم في المملكة العربية السعودية قبل انتقالهم مؤخراً إلى البحرين وقطر وغيرهما، و 15 ألف من مشاة البحرية (المارينز) موجودون على ظهر نحو 20 سفينة تابعة للأسطول الأمريكي في الخليج أو قربه، وتحمل سفن الأسطول الأمريكي الخامس الذي يوجد مقر لقيادته في البحرين منذ العام 1994 نحو 100 طائرة حربية، وأكثر من 100 صاروخ توماهوك، وهناك أيضاً 170 طائرة تابعة لسلاح الجو الأمريكي، منها طائرات مقاتلة وقاذفة وتجسسية وطائرات الكترونية حربية ومعظمها في السعودية والكويت والبحرين... وقد أجرت هذه القوات ما بين 1999-2002م أكثر من 100 مناورة شارك فيها أكثر من 100 ألف جندي إضافة إلى القواعد الأمريكية في قطر وأبرزها قاعدة العديدا....
وكانت واشنطن قد بدأت بالتفكير في إقامة تواجد عسكري أقرب إلى منابع النفط بعد حرب تشرين الأول 1973م غير أن الأوضاع التي كانت سائدة في المنطقة آنذاك لم تسمح لها بتنفيذ خطتها، وانتهزت الولايات المتحدة أزمة احتجاز الرهائن الأمريكيين في إيران بعد قيام الثورة الإيرانية عام 1979 لتشكيل ما أسمتها بـ (قوة الانتشار السريع) وكان ذلك في عهد الرئيس (رونالد ريغن)، لكن دول الخليج العربية لم تكن قادرة على توطينها فوق أراضيها، لهذا تمركزت هذه القوات في مواقع متعددة، معظمها خارج منطقة الخليج، في أوروبا وحتى في الولايات المتحدة ذاتها، وهدفها الرئيسي النفط والسيطرة عليه في حال تعرضه لأي تهديد، ولا سيما أن الولايات المتحدة خصوصاً... والدول الغربية الأخرى عموماً قد ربطت سياستها الداخلية والخارجية وأمنها القومي بالنفط، وتحديداً بنفط منطقة الخليج العربي والسعودية والعراق، حيث يتركز ثلثا الاحتياطي العالمي، والذي لا يوجد بديل له، وقد بدأت أجهزة الإعلام اليميني الأمريكي والصهيوني شن حملة إعلامية وحرب نفسية ضد العرب منذ أحداث الحادي عشر من أيلول 2001م، وكان النفط الجزء الهام المتمم لها، حيث تركزت شعارات هذه الحملة حول عدم استقرار الشرق الأوسط، وأنه لا ضمان لإمدادات النفط منه، لذا يجب عدم الاتكال على استيراد نفط هذه المنطقة وبدء التنويع والاعتماد على مناطق أخرى، إلا أن القول أنه من الممكن الاستغناء عن النفط العربي وإحلال النفط الروسي بديلاً استراتيجياً له، كلام يفتقر إلى المنطق والدقة... ويصب في خانة الدعاية والاستخفاف بالحقائق.
وكان رئيس الوزراء البريطاني الأسبق (ونستون تشرشل) قد قال: "من يملك نفط الشرق الأوسط يملك العالم". لذلك لا عجب إذا شكلت منطقة الخليج العربي مع نهاية القرن الماضي وبدايات القرن الحالي منطقة حيوية بالنسبة إلى الأمن الاقتصادي للغرب كله... ويعترف مسؤولون أمريكيون كبار بأن لأمريكا مصالح سياسية واقتصادية واستراتيجية عليا في منطقة الخليج العربي تبرر لها تواجدها فيه.
وقد لاحظ الكاتب والأستاذ الجامعي الأمريكي (مايكل روبرت) أنه ومنذ شهر كانون الأول
2001م بدأت الولايات المتحدة حرباً متتابعة للسيطرة على أكبر احتياطيات نفط على كوكب يتناقص فيه النفط بسرعة، ويضيف: "... وانظر إلى الوراء متأملاً تحليلاتنا الاقتصادية والتحذيرين اللذين نشرناهما في 9/9/2001م و 8/7/2002م فأجد أن أجزاء الصورة تتجمع من أجل غزو سريع للعراق واحتمال احتلال حقول النفط السعودية في الوقت ذاته".
إن متابعة تسلسل الأحداث تظهر أن المنطقة مستهدفة اقتصادياً من خلال كونها تمسك بعصب الاقتصاد العالمي –النفط- ومن الخطأ القول بأن الإدارة الأمريكية تركز جهودها على إسقاط النظم الديكتاتورية، أو اللا ديمقراطية في العالم، فهي تخوض حروب مصالح وليس حروب الدفاع عن حقوق الإنسان... بل إن الولايات المتحدة، وفي المناطق الأكثر حيوية للمصالح الاستراتيجية لإمبرياليتها، خاصة في الشرق الأوسط بما فيه منطقة الخليج حيث الاحتياطي الكبير من النفط والغاز، والفوائض المالية والسوق الواسعة، فإن الولايات المتحدة تبذل جهوداً أكبر لمنع قيام أنظمة ديمقراطية من النمط الغربي، بل تريد لها فقط تأدية وظيفة اقتصادية وسياسية في النظام الاقتصادي العالمي كسوق ومنجم وحارس للمصالح الأمريكية، وتنظر إليها على أنها جزء من الترتيبات الشاملة الجارية في منطقة الشرق الأوسط لإعادة تنظيمها من جديد وفق الخريطة الاستراتيجية الأمريكية لمرحلة ما بعد حرب الخليج، وما بعد الحرب الباردة.
لذلك فقد سعت الولايات المتحدة للإبقاء على العلاقات الخليجية الأمريكية علاقات غير متكافئة، سواء بينها مجتمعة وبين العراق، أو بينها وبين الولايات المتحدة... وبدأت واشنطن تستثمر تطورات التهديد الخارجي لدى دول مجلس التعاون، وذلك عن طريق خلق قناعة لدى هذه الدول ومفادها أن القوة العسكرية وحدها القادرة على مجابهة التهديدات الخارجية من قبل المعتدين والمحتلين، الأمر الذي يعني أن الدول الست التي تشكل المجلس بحاجة إلى قوة عسكرية إضافية بهدف التأثير على السلوك الخارجي لكل من العراق وإيران لردعها عن الاعتداء المحتمل، كما استثمرت واشنطن هذا الوضع ببيع الدول عتاداً عسكرياً متطوراً، ومن مختلف صنوف الأسلحة والأنظمة الحديثة، بدعوى أن هذه الأسلحة أثبتت جدواها وفاعليتها في حرب الكويت، فاستنزفت بذلك الكثير من مواردها النفطية، حيث قدر إجمالي المبالغ المدفوعة من دول مجلس التعاون كقيمة مشتريات أسلحة وعتاد حربي أمريكي في الفترة –1990-1995 بـ 72.5 مليار دولار، وهي بهذا تكمل على بقية الموارد بغزو أسواق هذه الدول بالمنتجات الاستهلاكية الأمريكية، أو من خلال الإغراء بتوظيف استثمارية في أسواق المال الأمريكية... وترتبط دول الخليج كافة عدا السعودية رغم علاقاتها العسكرية مع أمريكا –باتفاقيات تعاون عسكرية ودفاعية مع الولايات المتحدة، بعضها –مع قطر كمثال- يمنح الولايات المتحدة حق الوصول دون أية عراقيل إلى مطار الدوحة الجوي، كما يتيح لها تخزين ما تشاء من معدات وتجهيزات وذخيرة، وإمكانية وصول العسكريين إليها دون جوازات سفر.
وقد سبق للولايات المتحدة أن عممت في العام 1982م توجيهاً رسمياً حمل عنوان (المعركة في الأرض والفضاء... العام 2000م) وتم تحريره خصيصاً لأفراد القوات المسلحة الأمريكية للوصول إلى أهدافها فيما سمي بـ (حرب الموارد) بمختلف الوسائل بما فيها الحرب المحدودة، والابتزاز والإرهاب... وبررت الوثيقة شن أي هجوم عسكري دفاعاً عن (المصالح الحيوية للولايات المتحدة).

3-الإدارة الأمريكية.. وشركات النفط:
3-أ: مدخل:

كان (برناردشو) يقول: "أمريكا ليست دولة، وإنما كونسورتيوم شركات متعددة الجنسيات، يرأس مجلس إدارتها رجل يتربع سعيداً في البيت الأبيض، ويحمل لقب الرئيس". وهذا الرئيس مجرد (أصبع مبلول). يستخدمه الكونسورتيوم لمعرفة اتجاه الرياح، وفي ما عدا ذلك لا عمل له إلا إضاءة شجرة عيد الميلاد في الحفل الذي يقيمه البيت الأبيض للأطفال أواخر شهر ديسمبر من كل عام.
هذا رأي (برنارد شو) فمن يكون حاكم البيت الأبيض، وأين هو الرئيس (بوش) من هذه الحقيقة؟.. وكيف يفكر؟.. وماذا يريد؟..
3-ب: جورج بوش الرئيس:
(جورج بوش) الابن، حاكم ولاية (تكساس) سابقاً، وهو أول رئيس جمهورية أمريكي حاصل على درجة علمية في إدارة الأعمال، لذلك لم تتردد صحيفة (نيويورك تايمز) العريقة في مجلتها الأسبوعية. والتي توزع مجاناً مع العدد الصادر كل أحد وفي العدد الذي تم توزيعه في الأسبوع الأول من شهر كانون الثاني 2001م.. لم تتردد في تحليل وفهم وتفسير هذا التميز باعتبار أن أمريكا شركة كبرى، وأن (جورج بوش) هو رئيس مجلس إدارة هذه الشركة العملاقة.. وذلك من خلال تحقيق صحفي طويل ومتابعة لأقوال الرئيس الجديد، وآراء معارفه والمقربين منه وإليه...
لقد عمل الرئيس (بوش) في التنقيب عن النفط في تكساس، لكنه لم يحقق النجاح الذي يأمله.. وهو مرشح الحزب الجمهوري المتعاطف مع الشركات الكبرى، وقد حمله إلى سدة الرئاسة دعم شركات السلاح والنفط والقوى اليمينية والمهيمنة في التيار الجمهوري، وبمشاركة مباشرة من مافيا فلوريدا أمريكا، ومباركة من (الإيباك) والمجلس الأعلى للحاخامات اليهود في أمريكا.
يقول الطبيب الأمريكي (جون رولاند): في الشهر الثاني لتسلم الرئيس بوش مسؤولياته: "ها قد أنعم الله برئيس نفطي كبير آخر يتولى دفة الحكم في الولايات المتحدة، وما كان لهذا أن يأتي بغتة دونما توقعات، فالقاصي والداني يدرك أن منصب الرئيس في الولايات المتحدة يباع ويشترى، شأنه شأن المقاعد في الكونغرس تماماً، وشركات النفط هي الأوسع غنى، لذا فإن لديها من الثراء الفاحش ما يمكنها من شراء المناصب العامة".

3-ج: ديك تشيني.. نائب الرئيس:
يعد (ديك تشيني) نائب الرئيس من أبرز الشخصيات في الإدارة الأمريكية الراهنة، وقد انحدر مع الرئيس بوش نفسه من قطاع الصناعات النفطية، ويقيمان علاقات وثيقة مع الشركات العاملة في هذا القطاع، وكان (تشيني) عضواً في بعض مجالس إدارتها، وترأس بعضها، وبعد انتخابات الرئاسة عقد الرئيس ونائبه اجتماعاً مغلقاً مع أركان صناعة النفط الأمريكية لم يفرج حتى الآن عن نتائجه رغم مطالبات الكونغرس الأمريكي بذلك.. لذلك يقال: إن الإدارة الأمريكية الجديدة جاءت ومعها استراتيجية جديدة للطاقة، يحمل ملفها نائب الرئيس، وتتضمن هذه الاستراتيجية إزالة الخطر (الموانع التشريعية والبيئية) المفروض على عمليات الاستكشاف والتنقيب النفطي والغازي في المناطق المصنفة على أنها محميات طبيعية، وكذلك العمل بشتى الوسائل على تأمين إمدادات النفط لتلبية الطلب المتنامي على الطاقة في الولايات المتحدة، وسبق أن اتهم (تشيني) بجني 45 مليون دولار من شركة (هاليبورتن) للنفط عندما كان يرأس الشركة قبل انهيارها، حيث عمدت وبمعرفته إلى تضخيم أوضاعها المالية بمقدار 450 مليون دولار وهمية من أجل رفع قيمة أسهمها... وقد كان لهذه الشركة دورها في فوزه بالانتخابات... وشارك في تسجيل شريط دعائي لشركة (آرثر أندرسون) للمحاسبة التي كانت مكلفة بتدقيق حسابات (هاليبورتن)، وغيرها من شركات انهارت..
3-د: وآخرون في الإدارة الأمريكية:
-وسبق لمستشارة الأمن القومي (كونداليزا رايس) أن تدربت في شركة النفط التابعة لآل بوش، وتعلمت اللغة الروسية كي تتحدث بها مع رؤساء آسيا الوسطى...
-أما (رونالد رامسفيلد) وزير الدفاع فقد كان شريكاً مع الرئيس (بوش) في شركة (انرون) العملاقة للطاقة التي كانت الأولى في مسلسل انهيارات الشركات الأمريكية بعد الفضائح المالية التي غرقت بها، إضافة إلى شركات نفطية أخرى وغيرها...
3-هـ: الشركات الأمريكية.. وحروب أمريكا:
لقد كان للشركات الأمريكية دورها دائماً في دعم الحزبين الرئيسيين الجمهوري والديمقراطي، بعد أن خلقت الحروب التي شاركت فيها، أو أشعلتها واشنطن بدءاً من الحرب العالمية الأولى وحتى الحربين الفيتنامية والكورية، مروراً بالحرب العالمية الثانية.. أغنياء استثمروا في الصناعات الحربية والعسكرية. وكونوا بدءاً من السبعينيات ما يمكن تسميته بـ (لوبي) الصناعات العسكرية الذين يدعمون هذين الحزبين في الانتخابات ويتبرعون لهما بكل شيء. وكان المقابل لهذه الشركات يأتي دائماً بعد نجاح الرئيس الجديد... وعلى سبيل المثال فقد نشطت شركات الأسلحة بعد نجاح الرئيس (جورج بوش) الأب عام 1998م... واستطاع (لوبي) هذه الشركات إقناع الرئيس الجديد بإشعال حرب لتنشيط الاقتصاد من خلال تنشيط صناعة الأسلحة، وحسب إحصاءات أمريكية، فقد حققت حرب الخليج الثانية لأمريكا أرباحاً تزيد عن 12 مليار دولار.. في حين استنزفت نحو مئة مليار دولار من الدول العربية التي شاركت في التحالف. عدا الخسائر الأخرى التي لحقت بالعراق والكويت والتي بلغت مئات المليارات.. ويؤكد الفريق سعد الدين الشاذلي في أحد مقالاته أن مجموع المبالغ النقدية التي دخلت الخزينة الأمريكية نتيجة حرب الخليج الثانية بلغت 606 مليار دولار، أنفقت منها على قواتها حوالي 48 مليار دولار، واحتفظت بحوالي 12.6 مليار دولار.
يضاف إلى ذلك ما كسبته دول وشركات أخرى فرنسية وبريطانية وأمريكية في مرحلة ما بعد الحرب بدءاً من إزالة الألغام وانتهاء بإعادة الإعمار وتأهيل حقول النفط، وشركات الأدوية وغيرها.
لذلك فالأرباح الطائلة التي جنتها شركات السلاح الأمريكي من حرب الخليج الثانية ولدت القناعة لدى الكثيرين من طالبي الثراء بالفائدة الكبيرة لاقتصاد الحرب واجتهدت مؤسساتهم الاستثمارية بعد انتهاء الحرب أكثر من ذي قبل في المشاركة في الحياة السياسية ووضع القوانين العامة وصياغة الاستراتيجية المستقبلية.. وفي كتابه (ميدان الحرب) يقول (لويس لابهام): "إن حملة الانتخابات الرئاسية عام 1999م، شهدت أسلوباً مميزاً لجمع الأموال، فقد كان الحزب الجمهوري يمنح رتبة (وصي) لكل من يتبرع بـ 250000 دولار فأكثر للحملة الرئاسية، ويدعى إلى مائدة الرئيس من يدفع 500000 دولار فأكثر للحزب الديمقراطي"، وهذه التبرعات السخية من رجال الأعمال وأصحاب الشركات جعلت الأمور السياسية تتداخل بالأمور الاقتصادية، وطغت المصلحة الخاصة لبعض كبار الأثرياء على المصلحة العامة.
وقبل الحرب على العراق هيأ (لوبي) الأسلحة الأمريكية المدعوم بـ (لوبي) صهيوني في الإدارة الأمريكية هيأ نفسه لجني أرباح أكثر جراءها، فمصلحة الشركات النفطية، وشركات الأسلحة كانت وقوع حرب، لأنهم سيحققون الكثير من الأرباح، دون أن يخطر على البال أن هذه الأرباح لن تصب في النتيجة في مصلحة المواطن الأمريكي.. الذي سيزداد شقاء بالتأكيد مع اشتداد الأزمات.
4-دور النفط في تحقيق الحلم الإمبراطوري الأمريكي:
العالم مقبل الآن على إعادة صياغة توازناته الاستراتيجية، ولا سيما في المنطقة الممتدة من آسيا الوسطى وحتى الشرق الأوسط، وتفاصيل الخريطة الجديدة ستتضمن عدداً من المواقع والخطوط الهامة، التي يمكن الإشارة إليها كما يلي:
1-وجود أمريكي في مناطق مصادر الطاقة في آسيا الوسطى.
2-الحؤول دون امتداد المارد الصيني الأصفر غرباً من خلال وجود أمريكي وسط آسيا..
3-الحؤول دون أي تحالف استراتيجي بين روسيا والصين والهند التي لو تحققت ستهدد تفرد أمريكا بزعامة العالم...
4-كبح أي تنام لحركات المقاومة الوطنية والإسلامية في المنطقة والتي يمكن أن تشكل خطراً على الكيان الصهيوني.
5-تنفيذ المخططات السياسية والاقتصادية الصهيونية بتفرعاتها المختلفة.
وقد هيأت أحداث الحادي عشر من أيلول 2001 حالة من الدفع إلى ذلك التغيير، وهو ما سبق لمستشارة الأمن القومي الأمريكي (كونداليزا رايس) أن أشارت إليه بقولها: "إن الحادي عشر من أيلول فتح طريقاً لعصر جديد في الشؤون الدولية".. والحرب التي بدأت في أفغانستان حطت رحالها ولو مؤقتاً في العراق، والأولى كانت محطة تتوضع فيها الولايات المتحدة قريباً من مصالحها في آسيا الوسطى، ولن تغادرها بحجة أنها (بؤر إرهابية)، والثانية ستكون محطة ترسل منها رسائل إلى دول الجوار شرق العراق وغربه وجنوبه، وقد تمتد الحملة بهذا الاتجاه أو ذاك إذا وجدت أمريكا أو إسرائيل الحليف والشريك لها، إن (الحرب ضد الإرهاب) تتطلب ذلك.. كما يعلن صقور الإدارة الأمريكية، لكن (الحرب ضد الإرهاب) بالمفهوم الأمريكي لا تقتضي دوماً وجود قواعد إرهابية معروفة ومحددة سابقاً، بل يمكن أن تقع هذه الحرب تحت عنوان حرب ضد إرهاب محتمل أن يكون، أو لا يكون، وهو ما أشار إليه بوش بقوله:
"إننا لو انتظرنا التهديدات التي نشعر بها فسوف ننتظر طويلاً". وهذا يعني حسب (كونداليزا رايس): "منع أعمال تدميرية معينة ضدنا من خصم لنا".. و "أن هناك أوقاتاً لا نستطيع فيها الانتظار". والإرهاب هو الغطاء للأطماع الأمريكية في النفط الخليجي والعراقي تحديداً.. وهو ما سبق وكشف عنه الرئيس (بوش) الأب أمام الكونغرس في 21/1/1990م.. في خطابه السنوي التقليدي المعروف باسم (حالة الاتحاد) إذ قال: "إن الولايات المتحدة تقف على أبواب القرن الحادي والعشرين، ولا بد أن يكون القرن الجديد أمريكياً، بمقدار ما كان القرن الذي سبقه، وهو القرن العشرون قرناً أمريكياً وهذا بالطبع ليس ممكناً إلا بالسيطرة الكاملة على النفط واحتياطاته، وفائض البترو دولار".. وهنا نلاحظ أن هذا الخطاب جاء قبل شهرين ونيف من غزو العراق للكويت، ومن ثم التدخل الأمريكي والتمركز في الخليج، ليكون ذلك عاملاً مساعداً فيما بعد لتغيير خريطة المنطقة تنفيذاً لمخططات تم رسمها ربما بأقلام وأصابع أمريكية، لكنها في الواقع صهيونية، وقد أوردت صحيفة (الوسط) في عددها الصادر بتاريخ 2/12/2002م عرضاً لوثيقتين أعدهما يهوديان أمريكيان، الأول هو (ريتشارد بيرل) رئيس دائرة التخطيط السياسي في وزارة الدفاع الأمريكية، والثاني (دوغلاس فيث) مساعد وزير الخارجية الأمريكية، يلقيان أضواء باهرة وفي غاية الخطورة لكل من استخدامات القوة العسكرية في الشرق الأوسط، ولجغرافية الشرق الأوسط.. الأولى تعود إلى أواسط التسعينيات، وتطرح تغيير البيئة الاستراتيجية للكيان الإسرائيلي بالتعاون مع تركية والأردن، وتدعو لإضعاف وشق واحتواء طموحات العراق الإقليمية من خلال الإطاحة بصدام حسين. وهو ما يعني إعادة رسم خريطة ا
طبيب صالح
طبيب صالح
مدير
مدير

عدد المساهمات : 128
نقاط : 244926
تاريخ التسجيل : 25/11/2010
العمر : 36
الموقع : https://stcp.forumalgerie.net

https://stcp.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

النفط العربي Empty رد: النفط العربي

مُساهمة من طرف صالح طبيب الخميس فبراير 03, 2011 8:30 pm

موضوع رائع و قيم في النفط العربي و الاستراتجية الامريكية و عندي اضافه كبيرة للقرائ يمكنكم تحميل الموضوع كامل و مفصل على شكل word عبر هذا الرابط


[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]

صالح طبيب
مدير
مدير

عدد المساهمات : 9
نقاط : 240340
تاريخ التسجيل : 01/02/2011
العمر : 34
الموقع : stcp.forumalgerie.net
المزاج : متفائلة جدا

https://stcp.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى